تختلف كاميرات DSLR عن الكاميرات عديمة المرآة Mirrorless من عدة نواحي، مثل المكونات المادية والتقنيات المستخدمة في كل منهما، وهو ما نسلط الضوء عليه في هذه المقالة التي أعدها لكم موقع "تكمشن" TechMission.
تعد الكاميرات ذات المرآة الأقدم في عالم التصوير، إلا أن معظم العلامات التجارية اتجهت إلى صناعة وتطوير الكاميرات عديمة المرآة التي قدمت تجربة استخدام أبسط وأسهل، مع الكثير من المزايا العصرية، رغم استمرار هذه العلامات بصنع الكاميرات ذات المرآة، DSLR، التي لها عشاقها الذين ينتظرون إصداراتها الجديدة.
كاميرات DSLR أو الكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة "Digital Single-Lens Reflex Camera":
تحوي هذه الكاميرات على مرآة عاكسة تسمح للمصور بمشاهدة الصورة بصرياً بشكل مباشر، وعند التقاط الصورة تنقلب المرآة ليتمكن الضوء من المرور باتجاه الحساس.
وهي كاميرات متعددة الاستخدامات تعتمد على قدرة العدسة نفسها على تأطير الصورة والتقاطها، وكانت تحظى بالإنتشار الأوسع والمواصفات الأعلى لفتراتٍ طويلة، ماساعد على انتشار وتطوير ملحقاتها بشكل كبير، وخاصةً العدسات التي تعطي للمصور خيارات متنوعة تناسب مختلف الأذواق وظروف التصوير.
الكاميرات عديمة المرآة Mirrorless:
تجاوزت هذه الكاميرات تقنية المرآة العاكسة التي تسمح برؤية حقل التصوير من خلال العدسة البصرية، وأصبحت تعتمد على تلقي الصورة مباشرةً من قبل المستشعر، لتنشئ صورة رقمية يمكن عرضها بشكل مباشر على الشاشة الخلفية أو العدسة الألكترونية الحديثة التي أخذت مكان العدسة البصرية.
مقارنة بين كاميرات DSLR والكاميرات عديمة المرآة Mirrorless من حيث الخواص والميزات:
1- تصوير الفيديو:
تمكنت الكاميرات عديمة المرآة سريعاً من تحقيق التفوق الواضح في مجال تصوير الفيديو، فعلى الرغم من أن بعض كاميرات DSLR مثل Nikon D90 قدمت للسوق الاستهلاكية إمكانات تصوير فيديو عالية الدقة، كما قدمت كاميرات مثل Canon EOS 5D II أداءً احترافياً في مجال تصوير الفيديو وصناعة الأفلام، بالإضافة إلى مجموعة من الأمثلة لنجاح الكاميرات أحادية العدسة في المنافسة ضمن إمكانات تصوير فيديو تصل حتى 4K، إلا أن تصوير الفيديو بدقة 4K أصبح أمراً شائعاً في الكاميرات عديمة المرآة، وتركز الجهود الحالية لدى صانعي الكاميرات عديمة المرآة عالية الأداء على تطوير تصوير الفيديو بدقة 6K و 8K، ومعدلات الإطارات المرتفعة و غيرها من الميزات التي تشكل مستقبل تصوير الفيديو الاحترافي.
2- التركيز التلقائي:
تتميز كاميرات DSLR المتقدمة بسرعة التركيز التلقائي على العناصر أثناء التصوير، فهي تعتمد على خاصية Phase Detection المتطورة، إلا أن انقلاب المرآة للأعلى أثناء التصوير في وضع "Live View" للسماح للضوء بالمرور بشكل مستمر باتجاه المستشعر، منع إمكانية الاستفادة من نظام التركيز التلقائي التقليدي، وهذا فرض وجود نظام إضافي للتركيز التلقائي يعتمد على الصورة المتشكلة على المستشعر.
في حين اعتمدت الكاميرات عديمة المرآة منذ البداية على خاصية التركيز التلقائي المدمجة في المستشعر من خلال قياس حدود السطوع بين البيكسلات لتحديد مايتم التركيز عليه وهو مايسمى بالتركيز التلقائي القائم على التباين، وكانت هذه العملية بطيئة في بدايات عصر الكاميرات عديمة المرآة، إلا أنها سرعان ماتخطت هذه المحدودية من خلال تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل التركيز التلقائي على الوجه البشري أو العين البشرية أو عين الطيور والحيوانات الأليفة.'
3- العدسات:
تطورت عدسات كاميرات DSLR خلال عقود طويلة، ماساعد على توفير مجموعة كبيرة من الخيارات ضمن مدى ضخم من المواصفات المناسبة لكل حالات التصوير، لكن تطوير هذه العدسات تباطأ في السنوات الأخيرة نتيجة توجه الشركات الصانعة إلى تطوير عدسات الكاميرات عديمة المرآة للوصول إلى التنوع المطلوب، وكانت بعض الشركات تعمل على التدارك السريع للنقص في تنوع العدسات من خلال محولات تركيب "adaptors" تسمح باستخدام عدسات DSLR لكاميراتها عديمة المرآة، إلا أن الصفات المتقدمة لعدسات الكاميرات عديمة المرآة وتطورها المتسارع ساعد في تحقيق خطوات نوعية جعلت الفروقات التقنية مع عدسات DSLR أكثر وضوحاً.
4- المستشعر "الحساس":
تستخدم كاميرات DSLR حساسات الإطار الكامل للحصول على أعلى جودة، كما تستخدم الكاميرات عديمة المرآة الرائدة أيضاً حساسات الإطار الكامل، إلا أن الكاميرات عديمة المرآة الاصغر والأقل ثمناً تستخدم إصدارات أصغر من الحساسات.
5- الشاشة الخلفية:
بدأت الشاشة الخلفية لكاميرات DSLR بالتطور مع ازدياد الطلب على التصوير في وضع "Live View"، إلا أنها ماتزال بعيدة عن المزايا التي تقدمها الشاشة في الكاميرات عديمة المرآة المتقدمة والتي تتيح للمصور مشاهدة الصور بشكلها النهائي قبل التقاطها، كما أن قابليتها للحركة جعلتها تحظى بتفضيل المستخدمين عموماً، وصناع المحتوى بشكل خاص.
6- عدسة Vewfinder:
تعتمد كاميرات DSLR بشكل رئيسي على التصوير من خلال العدسة البصرية التي تظهر حقل التصوير بوضوح كامل ومن دون أي تأخير في العرض، أما الكاميرات عديمة المرآة فهي تعتمد التصوير من خلال شاشة العرض الرئيسية، حتى أن بعضها لا تحوي Vewfinder، إلا أن العدسات الإلكترونية للكاميرات الرائدة تتطور بشكل متسارع، وأصبحت تضاهي العدسات البصرية من خلال التركيز على الدقة العالية ومعدلات التحديث الأسرع التي عالجت مشكلة التأخير في العرض، بالإضافة إلى تفوق العدسات الإلكترونية على البصرية في السطوع عند التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة وفي وظائف التكبير والتصغير.
7- البطارية:
تتفوق كاميرات DSLR عموماً بعمر البطاريات الطويل، الذي يصل غالباً إلى ضعف عمر بطاريات الكاميرات عديمة المرآة التي تستهلك الطاقة بشكل كبير بسبب الشاشة الرقمية المتطورة، إلا أن قابلية البطارية للتغيير تسمح للمصور بالاحتفاظ ببطارية احتياطية لتجنب نفاذ الطاقة خلال رحلات التصوير الطويلة.
8- الحجم والوزن:
تتصف جميع كاميرات DSLR بالحجم الكبير، وبالتالي فهي تحتاج لحقيبة منفصلة مخصصة، حيث تأتي الكاميرات عديمة المرآة بنصف حجم ووزن كاميرات DSLR المقابلة لها بالمواصفات، إلا ان العدسات المتقابلة بالمواصفات للنموذجين تكون متقاربة بالحجم والوزن.
9- سهولة الاستخدام:
تمتلك كاميرات DSLR أزرار تحكم يدوية كاملة بمختلف مزايا الكاميرا، إلا أنها لا تسمح للمصور برؤية الشكل النهائي للصورة إلا بعد التقاطها، في حين تسمح الكاميرات عديمة المرآة برؤية التاثيرات الخاصة على شاشة العرض قبل التقاط الصورة مثل فتحة العدسة وسرعة الالتقاط، كما أن الكاميرات عديمة المرآة المتقدمة أصبحت تحوي أزرار تحكم بنفس المزايا التي تتيحها كاميرات DSLR.
10- حماية المستشعر من الغبار وسهولة التنظيف:
يقع المستشعر في كاميرات DSLR في الجزء الخلفي من الكاميرا، وهو مغطى بالمرآة والغالق، وبالتالي فهو أقل عرضةً للغبار، إلا أنه أصعب في التنظيف، حيث يحتاج إلى وضع خاص يسمح بفتح الغالق وقفل المرآة، وبالمقابل، يكون المستشعر في الكاميرات عديمة المرآة مكشوفاً بشكل كامل عند تبديل العدسة، ما يجعله أكثر عرضة للغبار وأسهل في التنظيف.
11- ميزة التصوير المتتابع:
تنجح كاميرات DSLR عالية السرعة مثل Nikon D500 بشكل كبير في متابعة هدف سريع الحركة، إلا أن كاميرات DSLR عموماً لا يمكنها مجاراة الكاميرات عديمة المرآة في سرعة ميزة التصوير المتتابع.
تمثل كاميرات DSLR النموذج التقليدي للتصوير، بالكاميرا ذات الحجم الكبير والعدسة البصرية التي ينظر منها المصور إلى حقل التصوير، في حين تمثل الكاميرات عديمة المرآة المزايا العصرية ومستقبل التصوير الاحترافي، أما عن تفضيل المصور لأي نوع من الكاميرات، فهو يخضع ،مثل كل أنواع الأعمال الفنية، إلى الرغبة والرأي الشخصي.
فيديو:
سلسلة تصوير وشروحات عن الكاميرات وإعداداتها